دَعِ التَّوَافهَ لِلأنذالِ تَطلُبُهَا وَارْبَأ بِنفسِك .. أنتَ الحَاذِقُ الفَهِمُ
لا تَترُكِ النَّفسَ لِلأحزانِ تقتُلُهَا وارجِع لِعَقلِكَ إن العَقلَ مُحتكَمُ
فالجُرحُ يُؤلمُ وقتَ الطَّعنِ في جَسَدٍ لكنَّ جُرحَكَ بِالأيَّامِ يَلتَحمُ
والحُرُّ يَأنَفُ مِن فِعلٍ يُدَنِّسُهُ والحرُّ يَأبَى إذا مَا الوَغْدُ يَنهَزمُ
واختر خلِيلَكَ مِن قَومٍ لَهُم شَرَفٌ قومٍ أُبَاةٍ .. إذا مَا خُوصِموا حَلِموا
قَومٍ كِرَامٍ إذا مَا الضَّيفُ يَمَّمَهُم هُمُ الضُّيوفُ وربُّ البَيتِ ضَيفُهُمُ
إنَّ الصَّدِيقَ لَيُخفِي عَيبَ صَاحِبهِ يَدُ الطَّبيبِ وهَذا جِسْمُهُ سَقِمُ
فَاحْفَظ صَديقَكَ لا تُنكِر مَوَدتَهُ العُمْرُ يَذهَبُ والأيَامُ تَنصَرمُ
والدَّهرُ يَكشِفُ إنْ أُعطِيتَ مُتَّسَعًا فِي العمرِ عَمَّا تُوَاري خَلفَهَا الذِّمَمُ
كَم مِنْ كَذوبٍ إذا مَا جَاءَ يُخبرُنَا أبدَى خِدَاعًا وفِي التَّزييفِ يَنسَجِمُ
إنِّي تَقَلَّبتُ فِي الُّدنيَا أجَرِّبُهَا فَمَا خَلُصْتُ بِرُكنٍ فيهِ مُلْتَزَمُ
شَمْطَاءُ تَخدَعُ والآمَالُ زينَتُهَا فِيهَا الغُرُورُ..وغَطَّى سُمَّهَا الدَّسَمُ
أ خَاطَبَ الدنيا تَمهَّل لستَ تُدركُها إذ ليس إِلا ضَياعُ العمرِ ، والألَمُ
الكُلُّ يَجري وَ يَعْدو خَلفَ مَطْمَعِهِ لا يُشبِعُ الناسَ مِلءُ الأرضِ لو غنِمُوا
أيْدٍ تُمَدُّ وأنْيَابٌ مُكَشِّرَةٌ الناسُ جَوعَى لِشَيءٍ لَيسَ يَنهَضِمُ
يَا مَن لِدُنيَا سَرَابٍ رَاحَ يَطلُبُهَا إنَّ الحَيَاةَ طَريقٌ جُلُّهُ ظُلَمُ
فاسْلَمْ بِدينِكَ إذ يُنجِيكَ مَنهَجُهُ مِن بَطشِ رَبٍّ قَدِيرٍ حِينَ يَنتقِمُ