الجعافرة
الجعافرة من قبائل العرب، تنتسب إلى جعفر الطيار المعروف أيضا بذي الجناحين بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
ينتسب الجعافرة لعبد الله بن جعفر الطيار، الذي أنجب الكثير من الأبناء حتى أنافوا على العشرين و لكن لم يعقب منهم إلا أربعة هم:
1) علي الزينبي، و أمه هي زينب بنت علي أمير المؤمنين بن أبي طالب، ر. و فيه البيت لجلال قدر أمه عن سائر اخوته.
2) معاوية بن عبد الله بن جعفر.
3) إسماعيل بن عبد الله بن جعفر.
4) إسحاق بن عبد الله بن جعفر.
على إنه يلاحظ أن الجعافرة نسل جعفر الطيار يطلق عليهم الجعافرة الطيارين تمييزا لهم عن بني عمومتهم نسل جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي أمير المؤمنين بن أبي طالب، و الذي يطلق عليهم الجعافرة الصادقيين. وهناك من الجعافرة الذين يسكنون الحجاز ويملكون في خيبر, وقد دخلوا حلف مع قبيلة ولد سليمان من عنزة منذ عهد قديم كما ورد ذلك في كتاب البدو الذي يقول:
جعافرة ولد سليمان: (ماكس فرايهير فون اوبنهايم 1939م, كتاب \"البدو\" الجزء الثاني من صفحة 498 إلى صفحة 499. مؤسسة غوتا. ألمانيا).
يتألف ولد سليمان من أجزاء مختلفة جدا. نذكر منهم أولا الجعافرة الذين ينتسبون إلى جعفر بن أبي طالب, ابن عم النبي محمد, اذ ان هؤلاء الجعفريين (بني جعفر) كانوا في العصور الوسطى منتشرين في منطقة الحجاز وبالتحديد خيبر. وفي القرن العاشر الميلادي كانوا يملكون واحة (ذو) المروة الموجودة عند مصب وادي الجزل في وادي الحمض. وفي وقت لاحق واحة خيبر. لكن قبيلة عنزة ضغطوا عليهم جدا هنا إلى درجة أنهم كانوا يقدمون لهم جزءا من محصول التمر خوة, لا بل انهم قبلوا بأن يحكمهم رجل من عنزة. صحيح أنهم قتلوا هذا الرجل دون عقاب لكنهم لم يستطيعوا التخلص من دفع الخوة. بناء على ذلك فليس مجرد خاطرة من بوركهاردت عندما يربط (ص309 وما بعدها) بين جعافرة الحجاز الذين تحالفوا مع عنزة, وقبيلة بدوية مصرية تحمل الاسم نفسه ولم تزل توجد حتى اليوم بقايا منها في محافظة القنا, اذ ان هؤلاء الجعافرة المصريين يعيدون شجرة نسبهم, حسبما يقول المؤرخ القروسطي المقريزي إلى جعفر بن ابي طالب, وتقول حكاية قديمة انهم جاءوا عبر البحر إلى مصر العليا. يقابل الجعافرة ثلاث قبائل فرعية في ولد سليمان هي: السلمات, والغضاورة, والخمشة, يدمجها موزيل في قبيلة واحده يسميها السليمانيه(ربما ولد سليمان الاصليون؟).
تشكل بقية القبائل الفرعية مجموعة ثالثه تربطها علاقة ضعيفة مع المجموعتين الاخريين. في شجرة نسب عنزة يرد ذكر ولد سليمان تحت ضنا عبيد, ولكنهم ينسبون في سياق آخر إلى السلقا (عمارات). وكلا النسبين مبرر لان ولد سليمان موجودون عند جماعات الفدعان(ضنا عبيد) وعند جماعات السلقا على حد سواء. وتجد هذه العلاقه المتشابكه تعبيرا لها في التسمية, اذ ان ولد سليمان يسمون غالبا \"بشر\" وهو تعبير يشمل ضنا عبيد والعمارات.
بشر-ولدسليمان هم أقوى قبائل عنزة في وسط الجزيرة العربية, وحتى شمر تخشاهم. وبصرف النظر عن حصتهم في واحة خيبر, المستمدة من ملك الجعافرة فيها, الا وانهم يعتمدون كليا على تربية الماشية وبالتالي فان قطعان الابل التي يملكونها أكبر من قطعان الفقرا و ولد علي. وهم بين حرة وخيبر والطرف الجنوبي للنفود. مصدرهم المائي الرئيسي في الصيف هو بيضا نثيل(جنوب غرب حايل) حيث نشأت في الآونة الاخيرة هجرة, اي مستوطنة اخوان. في الخريف يقيمون عند بئر التليوثات إلى الغرب من مسما, ولهم في النفود قلبان الكواكبه, وفي الحرة موقع الماء \"بيج\".
تنحدر عائلة شيوخ ولد سليمان, آل عواجي, من الجعافرة(بوركهاردت). ولا نعرف شخصيات افرادية منهم الا منذ عام 1864م: الشيخ مشعل بن عسكر, والشيخ مشعان بن عسكر الذي كان يحكم ولد سليمان عام 1915م. وفي عام 1927م قيل لي ان الشيخ الحاكم هو بدر العواجي, ولكنني غير متأكد من صحة المعلومة. (ماكس فرايهير فون اوبنهايم 1939م, كتاب \"البدو\" الجزء الثاني من صفحة 498 إلى صفحة 499. مؤسسة غوتا. ألمانيا).
التوزيع
ينتشر الجعافرة الطيارين اليوم في الكثير من البلدان، فمنهم في مصر طائفة كبيرة العدد، سكنت من سمالوط إلى منفلوط شرقا و غربا، بصعيد مصر في محافظتي المنيا و أسيوط اليوم، و عرفت بلادهم هذه ببلاد قريش كما ذكر المقريزي في البيان و الإعراب، بل أن ديروط الشريف عرفت بهذه الإضافة، أي الشريف، نسبة إلى الأمير فخر الدين أبو النصر إسماعيل بن حصن الدولة فخر العرب ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن أبي جميل دحية بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن أبو جعفر محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. كما أن للجعافرة الطيارين فروع في قوص و أخميم و أسوان بصعيد مصر.
و نزل منهم أبناء الحسن بن جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن أبو جعفر محمد الجواد بن علي الزينبي ( و لقب بالزينبي لأن أمه هي السيدة زينب بنت علي أمير المؤمنين و السيدة فاطمة الزهراء بنت خاتم المرسلين، ص ) بن عبد الله بن جعفر، في نابلس و المنطقة المحيطة بها و منهم جعافرة نابلس، كما سكن بعض أبناء الحسن هذا في قرية السويط ببادية الشام و منها نزلوا مصر و نسبت إليهم الجعفرية (قرية) و التي تقع اليوم بمركز السنطة بمحافظة الغربية بمصر، و كان الموطن الأصلي لبني الحسن بن جعفر الأمير في وادي القرى، إلى أن وقعت الحرب بينهم و بين بني عمومتهم من السادة الحسينيين ( نسل الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي أمير المؤمنين، س )، الذين أخرجوهم هم و الكثير من الجعافرة الطيارين من حوالي المدينة المنورة و كان سبب في إنتشارهم في البلدان.
و قد رحل بعض الجعافرة الطيارين من مصر إلى بلاد المغرب و سكنوا في درعة و سجلماسة وهم من معقل بن موسى الهراج ويسمون بنو معقل.و إلى السودان و هم إمتداد لجعافرة أسوان بجنوب مصر.
و يوجد أيضا اليوم جعافرة في كل من إيران و العراق و غير ذلك من البلدان. و يوجد طائفة منهم في الكرك بالأردن قرب مؤته من اعمال الاردن حيث استشهد جدهم جعفر الطيار. بالاضافة إلى وجودهم في راكين و قصبة الكرك. وأيضا الجعافرة في اليمن حيث يتوزعون على مناطق كثيرة من اليمن .
المصادر
المقريزي: البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.
القلقشندي: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب.
السيد مرتضى: الروض المعطار.
ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون