تحصلت (حريات) على شهادة حية من بري اللاماب عن القمع والترهيب الذي يتعرض له مواطنو المنطقة .
وسردت الناشطة (س . م) أن الأجهزة الامنية أطلقت (20) قنبلة غاز مسيل للدموع في منزل واحد ، وانها هددت امراة مسنة مقعدة ، واعتقلت العشرات من بينهم أطفال ونساء كبيرات السن ، وتعرض عدد من المعتقلين للضرب والاساءات .
وأضافت أن هناك حالة حصار وحظر تجول غير معلنتين على المنطقة .
ولخص أحد عناصر جهاز الأمن وسائلهم المتوحشة في فض تظاهرات المنطقة قائلاً لاحدى المعتقلات ( دايرين تطلعوا عشان تقلبوها زي مصر وتونس والله نبيدكم قبل ما تقلبونا)!!
ورغم كل التنكيل والترهيب يتمتع أهالي بري بروح عنوية عالية ويرسلون رسالة للشعب السوداني بأن يرفض الموت جوعاً ويقوم بما يقومون به .
( أدناه شهادة المناضلة س . م ) :
· إعتقلوا أمى رغم كبر سنها وهددوها إنهم سيبيدون منطقتنا بأكملها إن خرجنا للمظاهرات
· ضربوا أخى وعذبوه
· ابن نافع قال انهم سيطلقون الرصاص على المتظاهرين ان وقفوا أمام بيتهم
· الخرطوم (حقتنا) من جدودنا وحكومة الجوع ماعاجبـانا واللازم يتغير النظام وليس سكان الخرطوم.
سردت المناضلة ( س.م ) لـ(حريات) تفاصيل القمع الذى واجهته منطقة برى طوال اليومين الماضيين وذكرت ان المظاهرات بدأت من مدرسة برى الإبتدائية حيث إصطف تلاميذ المدرسة وهم يرفعون لافتة مكتوب عليها ( لا للغلاء) وكان ذلك فى نهاية اليوم الدراسى وبصورة سلمية جداً فإنضم اليهم سكان الحى ومنذ اللحظات الأولى احاطت بنا قوات الأمن ببكاسى بيضاء وهددونا وإنتهروا الأطفال بوحشية وأفزعوهم وعندما توسعت المظاهرة و بدأوا فى اعتقال الشباب تقدمت النساء وبدأن يناقشن عناصر الأمن ظناً منهن إن فيهم من يفهم وقامت إحدى النساء برفع ساندويتش فطور أحد الأطفال والذى كان محشو ( بملاح ويكة) فقط وحتى الويكة ليس بها صلصة (ويكة بيضاء ) بدون اى شى (موية وويكة بس) … ونحن مجتمع متماسك ولدينا لجنة من الأمهات تتفقد أوضاع الأطفال وتحاول حل مشكلاتهم ولكنها صارت تعجز مؤخراً فالغلاء أكبر من قدراتنا – فإنفجرت غالب النساء بالبكاء وبدلا ان يحزنهم هذا الواقع فاجأونا بان هجموا علينا واعتقلوا أمهاتنا كبار السن وعاملوهن بعنف وعدم إحترام لايمت للدين ولا للاخلاق السودانية بصلة .
وإزداد هتافنا (لن تحكمنا حكومة الجوع) وتقدمنا تجاه منزل كرتى ، بالتحديد كنا نقف بميدان الوفاق ويفصلنا عن منزله شارع (زلط) ، ولم نكن ننتوى ان نهاجمه او ندخل بيته عنوة فنحن سكان برى سودانيين أصيلين لا نهاجم الناس فى بيوتهم مثلما يفعلوا هم !! كل ماهدفنا إليه ان يتفضل ويمد رأسه الينا انشاء الله من نافذة قصره ليرى ما يحدث للشعب الذى هم على رأسه ولكن بدلا عن ذلك هاجمتنا قوى الأمن بأقصى درجات العنف وأطلقوا البمبان بكثافة . لحد اننا وجدنا في منزل جدتى حوالى (20) فتيل بومبان فارغ وإختنقت جدتى وحملها الأطفال لداخل الغرف . الأطفال دخلوا فى غيبوبة والغاز المسيل للدموع كاد يودى بحياة الرضع الصغار فقد حاصروا منطقتنا بقرابة المائة عربة وظلوا يقذفون البمبان بأى مكان وبداخل الغرف احياناً..إحدى ساكنات الحى وضعت قبل أيام كاد طفلها ان يموت بين يديها ولم يكن هناك مخرج اذ الغاز بكل مكان .. لدينا إحدى جداتنا كبيرة فى العمر ومحترمة من قبل الجميع وبمثابة الوالدة لكل المنطقة جلست على كرسيها المتحرك تهتف أمام المنزل فهاجموها وضربوا كرسيها بعصيهم وهم يهددونها ان تدخل لمنزلها.
وكانت ذروة العنف عند وقوفنا أمام قصر كرتي ، كانوا على استعداد لقتل الكثيرين لازعاجهم له فى قصره العاجى.
كما ذكر الشباب إن إبن نافع علي نافع ذكر ان الجماهير لو وطأت أمام منزلهم سيطلقون عليهم النار ، وحسب من سمعوه قال بالحرف الواحد: (خلى الناس تجينا عشان نضربهم رصاص).
فى اليوم الثانى رغم تجربتنا الأولى المرة خرجنا فقد ملأ الغبن قلبنا أكثر ..بل لقد حضر للحى كل ابنائه وبناته الذين يسكنون فى مناطق أخرى لانهم شعروا بالظلم لما جرى لاسرهم ، ومورس ذات العنف علينا ، بل قاموا بإعتقالات عشوائية ، وحتى الأطفال اعتقلوهم وعذبوا الشباب والنساء وكانوا يتصرفون بهستيريا عالية اذ يلقون البمبان فى وجه الناس ، والنساء الواقفات أمام بيوتهن تم إعتقالهن.
لدى غالب الأسر معتقلين ومعتقلات ورغم قلق الأسر عليهم الا انهم قرروا الخروج مرة أخرى لنتفاجأ بحالة من حظر التجول بمعنى الكلمة فأى طفل خرج لشراء فول العشاء أو اللبن اعتقلوه وأى امرأة وقفت مع جارتها اعتقلوها وهذا الحديث عن حظر التجول ليس حديثى بل حديثهم هم اذ ذكروا لمن اعتقلوهم ان هناك حظر تجول فى برى وعندما جادلتهم والدتى والتى اعتقلوها رغم كبر عمرها بانها لم تسمع فى الراديو أو التلفزيون حظر تجول ردوا عليها بفظاظة انها الآن تعرف وانهم يمكن ان يبيدوا كل برى ان خرجت في المظاهرات وقالوا لها بالحرف الواحد: (دايرين تطلعوا عشان تقلبوها زى مصر وتونس والله نبيدكم قبل ماتقلبونا) .
وقاموا بتعذيب الشباب وضربهم بقسوة ، وعاد أخى (مسلخ) الظهر وآثار الضرب على كل جسده. ولازال هناك معتقلين ، كما انهم طلبوا من المفرج عنهم ان يعودوا لمكاتب جهاز الأمن وهددوهم إن لم يأتوا سيأتوا ويأخذوهم بالقوة.
ورغم كل هذا القمع والترهيب الا ان مواطني برى يتمتعون بروح معنوية عالية ويرسلون رسالة للشعب السودانى كله ان يقوم بما يقومون به من رفض للموت جوعاً.
وختمت المناضلة ( س.م) حديثها قائلة : ( نقول لعبد الرحمن الخضر – والي ولاية الخرطوم – سترحل أنت ولن ترحل برى التى انغرست جذورها فى هذه المنطقة منذ قديم الزمان. والخرطوم (حقتنا) من جدودنا وعاجبـانا لكن حكومة الجوع ماعاجبـانا واللازم يتغير النظام وليس سكان الخرطوم).